#بيرزيت_حكايتي

عام دراسي جديد يُطوى في جامعة بيرزيت مزينٌ كما في كل سنة، بروب وقبعة وشرشوبة، 3 أيام من الاحتفال عاشتها الجامعة في وداع الفوج الثالث والأربعين من أبناء "معهد العلم المفدى"، تلخصها 2350 قصة بعدد الطلبة الذين وقفوا لترديد عهد الخريجين.

في تلك اللحظة، تلمع في الذهن ما علق من الذاكرة من الأيام الأولى .. بعض هذه الذكريات أَفرج عنها أصحابها وشاركونا بها لنتشاركها معكم..

4 تخصصات 4 طلاب، عائلة واحدة جامعة واحدة

(براء منولي)

أذكر وأنا في سنتي الدراسية الأولى، وجدت صورة قديمة في أرشيف جامعة بيرزيت لطلبة في غرفة دراسية، رقمها الآن 221 في كلية عمر العقّاد للهندسة. بعد أن أمعنت النظر، استطعت تمييزها، أمي تجلس هناك بين الطلبة.

اعتراني شعورٌ غريب، كأنني سافرت عبر الزمن، لوقتٍ كانت جامعة بيرزيت جامعتها لا جامعتي، مقاعد دراستها لا مقاعدي، كأن الزمن الآن يعيد نفسه ليضع ابنتها في المكان الذي اعتادته وأحبته. وكان جزءً من حياتها لا زالت تتذكره بكل وضوح.

والآن، بعد ثلاثين عاماً، جامعة بيرزيت ما زالت جزءً منها ومن عائلتها، بثلاثة من أبنائها، درسوا بيرزيت كما درست هي، عاشوا بيرزيت كما عاشت هي، أحبّوا بيرزيت كما احبّتها هي.

#شكراً بيرزيت لكونك صرحاً مستمراً عبر سنين عائلتنا.

عائلة بيرزيتية بالوراثة

(الأستاذ حسن عبد الكريم)

قبل 20 عاماً تخرجت من جامعة بيرزيت، وتصورت حينها مع أبنائي محمود وميسم. قبل سنتين تخرجت ميسم من دائرة اللغة الانجليزية، أما محمود فقد تخرج أمس من كلية الهندسة والتكنولوجيا تخصص هندسة حاسوب بتفوق، نحن عائلة بيرزيتية بالوراثة.

قصة السنبلات العشر

(طارق الحاج علي)

وها نحن نقطع مرحلة تلو مرحلة تكون فيها بيرزيت نبراسنا الأوفى ومنارتنا الأعلى.

عشر سنوات انقضت، بل أقول عشر سنبلات أينعت لتضيء الفصل الأطول في حياتي موسوماً باسم الجامعة وموظفاً فيها، سبقها ثلاثة أخريات قضيتها طالباً على مقاعدها. مرت سنوات وتعاقبت أجيال وقلوبنا ظلت خضراء في صبوتها الأولى لا تبرح ساحات الجامعة وتطوي على أسماء ووجوه قديمة تتجدد في ثنايا ذاكرتها.

معا زملائي زميلاتي، خريجو بيرزيت وكادرها، لنحمل أمانة هذه الأم التي احتضنتنا طلاباً وخرّجتنا رجالاً.

وسأغنّي دوماً "دُم بعزٍّ وسلام"

(نرڤين علي خرّوبي)

أربع سنوات ونصف، رحلتي في جامعة بيرزيت، فيها كان التميُّز والنّجاح، فيها كان التّحدي وتجاوز العَقَبات، وكان تحقيق الحلم الّذي أصبح الآن حقيقة.

في ساحاتها وكلّياتها، مقاعدها وأشخاصها خُطت أُقدّس ذكرياتي التي صنعتها في كلّ الظروف والحالات؛ الذّكريات التي لا تُمحى، ستبقى معلّقة في ذاكرتي حتّى نهاية العُمر، وعلى حجارها نقشت العهد، ألا وهو عهد الوفاء..

ها أنا الآن، أُودّع كلّيتي، جامعتي، أساتذتي، أُودّع بيرزيت بكُلّ ما فيها، بتفاصيلها وحكاياتها، غادرت أمس الجامعة كخرّيجة بتقدير جيّدجدّاً، بمراسم احتفاليّة وفرحة كبيرة مليئة بالتقدّم والنّجاح.

وسأغنّي لها دوماً "معهد العلم المفدّى، دُم بعزٍّ وسلام".

مش ممكن تكون جامعة وبس

(فاطمة صالح الشيح)

بيرزيت كان حلمي أدرس فيها من وأنا صغيرة، بتذكر لما كانو يسألوني وين رح تدرسي أقلهم بدي أدرس في بيرزيت وأنا طايرة وما حدا قدي، خلصت توجيهي ودخلت بيرزيت سنة أولى تغلبت كثير وواجهت كثير أشياء وتعبت وقلت مش راح أقدر، بعد بفصل رجعت لبيرزيت وكانت صفحة جديدة في دفتر من أحلى الدفاتر، تميزت بـ 3 فصول وكنت على لائحة الشرف وعملت تدريب الامتياز بمستشفى بألمانيا.

بيرزيت علمتني الحب والشغف وياما تعلمت منها الكثير، بيرزيت اعطتني أصحاب وناس طيبة وروحها حلوة، ناس بتحب الحياة والبساطة، ناس مش ممكن يتبدل مكانها في قلبي♥️ وبنفس الوقت ورجتني إنه مش كل الاصحاب بكون أصحاب فعلاً بس رح تتعلم ومش رح ترجع تغلط. بيرزيت إلها مكان في عقلي ومكان في قلبي، ذكرياتها الحلوة ما بتفارق خيالي، قعدات الأصحاب، أيام السكنات وعيشتها والضغط اللي بعده بتحس بالإنجاز، بيرزيت علمتني إنه مش كل إشي بيجي بالساهل لازم تتعب لتوصل وراح تواجه الفرح والزعل والعصبية والراحة كلها مع بعض، أنا بيرزيت في كل زاوية فيها إلي ذكرى مش شرط تكون كلها ذكريات فرح، بيرزيت بدلت وغيرت ورجعت بدلت وغيرت نظرتي بكثير شغلات قلتلي قومي وقفي ع حيلك مية مرة لما غيرها أحبطني وقلي لأ.

بستنى اليوم اللي يكبر فيه ابني وأحكيله مين هي بيرزيت.

أجزاء من أرواحنا تعلق في المكان

(سارة صوفي)

لقد كان لنا أن نخط مسيرنا فوق هذه الأرض الطيبة، ولنا أن نفخر بهذا المسير، الذي رغم مشقته كان ممتعاً.

بيرزيت ما علمتنا أن المكان جزء من الروح فقط، لكنها علمتنا أن أجزاء من أرواحنا تعلق في المكان فلا تغادره، تبقى كالبصمة لنا فيه، كلما عدنا يذكرنا المكان ولا ينسى ضحكاتنا وآمالنا التي خبأناها في أركانه، وما زلنا نذكر يا بيرزيت كيف تحولت أحلامنا فيك إلى حقائق، ما زلنا نراك أماً حنوناً طيبة، ومازلت المعطاءة دوماً.

نودعك اليوم وقلوبنا فيك معقودة، نودعك وأملنا لا يغادرنا بأن تبقي صرحاً شامخاً معطاءً، نودع فيك الرفقة والأهل والوجوه الطيبة السمحة، ولا ننسى أننا بك كبرنا، وفيك أنبتت أعمارنا زهراً جميلاً فواحاً.

وداعا يا جميلتي، وداعا يا بيتي الآخر، بيت الروح الذي إليه أنتمي.

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.