جامعة بيرزيت في مقياس ويبوماتريكس (Webometrics)

يعتبر تصنيف ويبوماتريكس من التصنيفات الهامة التي تختص بالجامعات حول العالم والتي ذاع صيتها خلال العقد الأخير. يُعنى هذا التصنيف, والذي يشرف عليه مجلس البحث القومي الإسباني منذ العام 2004, بقياس حضور الجامعات على شبكة الانترنت من خلال نطاقها وما يحويه من مواقع, ونشاط أكاديمييها وحضورهم من خلال إنتاجهم العلمي على الشبكة بشكل عام.يعتمد ويبومتركس في تصنيف الجامعات على أربعة معايير. وقد تم تحديث هذه المعايير وتغيير أوزانها خلال الفترة الأخيرة, وأصبحت, بحسب ما يورده موقع ويبومتركس, كما يلي:التأثير (Impact): يعكس هذا المعيار نوعية محتويات نطاق الجامعة على الانترنت (webdomain), ومكانة هذا النطاق, وأداؤه الأكاديمي, وقيمة المعلومات المتوفرة فيه والخدمات التي يقدمها. ويشكل وزن هذا العامل 50% من الوزن الكلي الذي يتحدد على أساسه تصنيف الجامعة. وتبعاً لهذا العامل، وهو الأهم بين العوامل الأربعة، فإن جامعة بيرزيت تحتل المرتبة الأولى محلياً والسادسة عربياً, علما بأن التصنيف يحوي ما يقارب ألف جامعة ومؤسسة تعليمية عربية.nbsp;تشكل العوامل الثلاثة المتبقية ما مجموعه 50% من الوزن الكلي بحيث تتوزع هذه النسبة بالتساوي بينها. تعكس هذه العوامل النشاط الذي يضطلع به نطاق الجامعة على الانترنت ونشاط الأكاديميين وتميز إنتاجهم البحثي.الحضور (Presence): يمثل هذا المعيار العدد الكلي لصفحات الانترنت التي يتضمنها نطاق الجامعة والتي يمكن لمحرك غوغل التعرف عليها. وهذا يعني أن تعزيز حضور الجامعة يتطلب أوسع مشاركة من مكونات الجامعة من كليات ودوائر ومعاهد وأفراد. وبحسب هذا العامل فإن جامعة بيرزيت هي الخامسة محلياً والسابعة والخمسين عربياً, وبالتالي يقع على مكونات الجامعة مسؤولية الإهتمام بهذا الجانب من أجل الإرتقاء بتصنيف الجامعة.الإنفتاح (Openness) : يتعلق هذا المعيار بمدى وجود المستودعات البحثية للمؤسسة (research repositories) والمفتوحة على الخارج, آخذاً بعين الاعتبار عدد ما يسمى بالملفات الغنية التي يسهل تناقلها مثل ملفات (pdf, doc, ppt). وحسب هذا المعيار فإن الجامعة هي الرابعة محلياً والتاسعة والعشرين عربياً. وذلك يعني أن الجامعة بحاجة لوجود مثل هذا المستودعات من أجل اتاحة الفرصة للمعنيين من مجتمع الجامعة لتحميل ملفاتهم البحثية والتدريسية من خلالها بحيث تكون مفتوحة على من يود الاطلاع عليها من أفراد ومؤسسات من خارج الجامعة.التميز (Excellence): يقيس هذا المعيار تميز المقالات العلمية المنشورة للكادر الأكاديمي وإنتاج الجامعة العلمي ضمن أعلى 10% من المقالات الأكثر اقتباساً في حقولها التخصصية. وتقع جامعة بيرزيت في المرتبة الأولى محلياً والتاسعة والستين عربياً بناءاً على هذا المعيار. وهذا وإن كان يعكس ريادة الجامعة على الصعيد المحلي إلا أنه يشير كذلك للحاجة لمزيد من التميز للجامعات الفلسطينية بشكل عام عربياً وإقليمياً.اعتماداَ على هذه المعايير الأربعة فإنه يتم بلورة مؤشر جامع يتحدد من خلاله تصنيف الجامعة على سلم ويبومتركس. وبناءً على هذا المؤشر الجامع فإن جامعة بيرزيت هي الثانية محلياً والخامسة عشر عربياً. أما تصنيف الجامعة عالمياً فهو رقم 1765 من بين ما يربو على 22 ألف جامعة حول العالم يشملها التصنيف, أي أنها ضمن الإثنين بالمئة الأفضل عربياً وضمن العشرة بالمئة الأفضل عالمياً.بناءً على ما سبق فإن المحافظة على تميز الجامعة والارتقاء بتصنيفها محلياً وإقليمياً وعالمياً يعتمد بشكل مباشر على مساهمة أفراد مجتمع الجامعة من أساتذة وباحثيين وطلبة. ومما لا شك فيه كذلك بأن هذا الموضوع يتطلب من الجامعة إتاحة الفرصة للراغبين في إغناء نطاق الجامعة بالانتاج العلمي والتدريسي والبحثي من خلال توفير المساحة المطلوبة لذلك والدعم الفني واللوجستي.بالإضافة إلى ما سلف فإن الواجب المهني وبديهية صدق الإنتماء يتطلب من أفراد مجتمع الجامعة ضرورة الاستفادة من كافة الامكانيات المتاحة على شبكة الانترنت التي من شأنها التعريف بالجامعة والرفع من شأنها. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى وجود شبكات أكاديمية ومهنية توفر أرضية -سهلة التعامل- للتعريف بالانتاج البحثي والمهني لأكاديميي الجامعة والتفاعل العلمي مع نظرائهم من مختلف دول العالم من أجل تبادل المعلومات والخبرات. ومن هذه الشبكات والمواقع يمكن ذكر Google Scholar, Research Gate, LinkedIn والتي تشهد نشاطاً ملفتاً خلال السنوات الأخيرة للأكاديميين والباحثين وحتى الطلبة عبر العالم. في هذا المعرض ينبغي الإشارة بشكل خاص إلى أن شبكة Research Gate, والتي يزيد عدد أعضائها حالياً عن أربعة ملايين من دول العالم المختلفة, يشارك في عضويتها ما يقارب مئتين من أفراد الجامعة من أساتذة وطلبة, وأنه من الضروري مشاركة أعداد أكبر لعرض ما يمكن من أبحاثهم (دون الاخلال بحقوق النشر لمؤلفاتهم) والانخراط كذلك في النقاشات التي تدور عبر هذه الشبكة من أجل الارتقاء بـعلامة الجامعة على الشبكة (RG Score), علماً بأن الكثير من هذه النقاشات ينخرط فيها أكاديميون عالميون مرموقون من مختلف التخصصات العلمية. من الجدير بالذكر كذلك أن معامل التأثير لمنشورات الجامعة الموجودة حالياً على هذه الشبكة هو الأعلى محلياً, ولكن ذلك يجب أن يتزايد من أجل تعزيز مكانة الجامعة على الصعيدين الأقليمي والدولي, وهو ما يخدم بشكل غير مباشر تعزيز تصنيف الجامعة عبر ويبومتركس.أ.د. طلال شهوانعميد الدراسات العليا – جامعة بيرزيت

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.