مؤتمر دولي: فلسطين في إقليم متغير

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت المؤتمر الدولي "فلسطين في إقليم متغيّر" يومي 8 - 9 أيّار 2018، لنقاش التساؤلات: ما هي آثار الاضطرابات في المنطقة على القضية الفلسطينية؟ وما هي الفرص والإمكانات المطروحة في ظل هذه التغيرات والتحولات التي تعصف بالمنطقة العربية؟

شهدت منطقة الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية تغيرات دراماتيكية واستراتيجية، بداية من الثورات العربية التي أُطلق عليها "الربيع العربي"، وما نتج عنها من تغيير في أنظمة الحكم في دول عربية. ورغم التفاؤل الذي كان يحوم حول تلك التغيرات السريعة في المنطقة، إلا أن هذه الثورات لم تؤدِ إلى تغيرات جذرية في الأنظمة العربية في كل من مصر وتونس، حيث ما زالت هذه الدول تشهد حالة من عدم استقرار. 

ويستمر الصراع على السلطة في عدد من الدول الأخرى مثل: سوريا واليمن وليبيا، ويأخذ شكل الحرب الأهلية، دون أن تقتصر على لاعبين محليين، بحيث اتسع ليشمل قوات ومصالح إقليمية ودولية مهّدت الطريق لجعل الدول العربية مسرحاً لصراعات إقليمية ودولية ولمواجهة غير مباشرة، ما صعّب من إمكانية تسميتها بالحروب الأهلية، وبالتالي يطلق عليها اسم حروب بالوكالات.

هذه الأحداث الدائرة في دول المنطقة من الثورات والتدخلات الدولية تجعل من الصعب الجزم بمآلات هذه التغيرات وتأثيرها على المنطقة

في ظل كافة هذه التغيرات، تشهد المنطقة صراعاً على قيادتها، الأمر غير المحصور فقط على الدول العربية، وإنّما على دول إقليمية مجاورة، حيث تحاول كل من تركيا وإيران مثلاً، لعب دور قيادي في المنطقة، الأمر الذي يظهر بشكل واضح من خلال تدخلاتها في الصراع في سوريا واليمن وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 

وكل ما سبق يُظهر أن المنطقة تشهد تغيرات وتحولات مستمرة وسريعة، ولذا من الصعب الإشارة إلى "نظام إقليمي" في الشرق الأوسط، بل قد يصبح مصطلح "اضطراب إقليمي" أكثر ملاءمة. بالتالي، وفي ظل كل ذلك، تصبح خيارات فلسطين الحالية على الصعيد الإقليمي صعبة للغاية.